بدأت التقنيات المالية تلعب دورًا مهمًا جدًا في تحول القطاع المالي. وتضيف تقنيات الفينتيك (التقنيات المالية) بعدًا مختلفًا إلى الخدمات المالية بما يفوق التحول التكنولوجي في المؤسسات المالية بفضل النماذج المبتكرة للأنشطة التجارية. ولا يمكن إغفال أهمية دور تقنيات "الفينتيك" في مستقبل عالم الاقتصاد والمال.
وبفضل الخبرة التي تتمتع بها تركيا في تقنيات "الفينتيك" والتي اكتسبتها على مدار أكثر من ثلاثين عامًا صارت تركيا منظومة تضم كل الجهات المعنية، بما يشمل المؤسسات العامة، والشركات الناشئة، والمستثمرين. وتستمر تقنيات "الفينتيك" في دورها من خلال أنظمة التسوية المتعلقة بالمدفوعات والأوراق المالية، وخدمات الدفع والعملة الإلكترونية، والخدمات المصرفية الرقمية، والخدمات المصرفية المفتوحة، والخدمات المصرفية المعتمدة على نموذج الخدمة، وتقنيات التأمين، ومؤسسات سوق رأس المال وذلك على نطاق واسع في تركيا. وتلعب المناهج الابتكارية التي تتبعها مؤسسات ومنشآت التقنين والرقابة المخولة دورًا مهمًا في التطوير في هذا المجال. ومثلما يحدث في جميع القطاعات حيث تتوفر البنية التحتية المطلوبة، ينطوي هذا المجال أيضًا على قدر كبير من الفرص للشركات الناشئة والمستثمرين.
يقدم الدليل التركي لتقنيات "الفينتيك" – الذي أعده مكتب رئاسة الجمهورية للشؤون المالية – خريطة طريق شاملة لمنظومة تقنيات "الفينتيك" في تركيا موجهة لجميع الأطراف المعنية، مع البدء برجال الأعمال والمستثمرين الذين سيرتقون بقطاع "الفينتيك" في تركيا إلى المستوى الأعلى. وتشتمل خريطة الطريق التي نفصح عنها، خاصةً فيما يتعلق بنواحي تقنيات "الفينتيك" التي يشملها التشريع، على المؤشرات الأساسية لإرساء دعائم تقنيات "الفينتيك"، وتقدم معلومات تفصيلية عن البنية التحتية التشريعية.
وأرجو أن يحقق الدليل التركي لتقنيات "الفينتيك" الفائدة المرجوة لكل الجهات المعنية في تركيا ويكون مصدرًا لاستلهام نماذج مبتكرة للنشاط التجاري في المستقبل، وأتمنى أن يثمر عن نتائج جيدة.
الأستاذ الدكتور "غوكسل آشان"
رئيس مكتب الشؤون المالية برئاسة الجمهورية التركية