
رئيس مكتب الشؤون المالية البروفيسور الدكتور "غوكسل آشان" يعلق بقوله: "سوف ندخل حقبة جديدة ستشهد توطينًا سريعًا للصناعة" في سياق إبداء تقييماته للصحافة فيما يتعلق بجدول الأعمال
في معرض الإشارة إلى قدرة الاقتصاد التركي على التغلب على تفشي فيروس كورونا التاجي بأقل قدر من الخسائر، فقد علق السيد "آشان" قائلًا: "كما هو الحال في جميع الأزمات، فسوف يتفتح العديد من الفرص في هذه الأزمة. وستحقق البلدان الأكثر استعداداً الاستفادة المثلى من هذه الفرص. وعلينا أن نتمكن من التعامل مع الوباء دون إيقاف دوران عجلة الحياة بشكل كامل. فنحن مقبلون على عهد جديد يسوده التوطين السريع".
نجاح تركيا
وأشار السيد "آشان" إلى أن تركيا عاودت الدخول في عملية النمو بعد إحلال الاستقرار في مستهل عام 2019 وأضاف قائلاً: "حققنا أداءً بنمو بلغت نسبته 6 في المائة في الربع الأخير من العام. وعلى الأخص، جاء التقدم في نتائج المؤشرات خلال أشهر ديسمبر ويناير وفبراير مع زيادة الإنتاج الصناعي لبيان أن هذا الاتجاه سيستمر في الربع الأول من عام 2020، إلا أن الوباء العالمي أدى إلى عرقلة هذا الاتجاه، فقد شهدت الليرة التركية هبوطًا في قيمتها. ومع ذلك، أثبتنا موقفًا أقوى من أي اقتصادات ناشئة أخرى". وأوضح السيد "آشان" أن هذه الأزمة ستفتح العديد من الفرص المتاحة كما هو الحال في جميع الأزمات وأردف قائلًا: "عندما ينتهي هذا الوباء، يجب أن نكون مستعدين للعودة إلى الوضع الطبيعي الجديد قدر الإمكان. وتتمثل القضية الأهم هنا في عدم إعاقة القدرة الإنتاجية في البلاد ليتسنى لنا التعايش مع الوباء دون إيقاف سير عجلة الحياة بشكل تام. ستنجح تركيا في أن تصل إلى مصاف أولى الدول التي تغلبت على الفيروس التاجي المستجد".
وأضاف السيد "آشان" بقوله: "ستؤدي الأزمة إلى تحقيق تقدم أسرع مما هو متوقع على الجانب الافتراضي/الرقمي. سنرى اتجاهًا مماثلاً ليس فحسب على الجانب الاقتصادي وإنما أيضا في المجال المالي".
تقلص حجم التبادل التجاري
خسائر العمالة
أفاد السيد "آشان" بأن "أسواق العمل تعاني من خسائر وستستمر تلك الخسائر على ما يبدو. النقطة الأهم هي ما إذا كانت هذه الخسائر ستصبح اتجاهاً سائدًا. في الوضع الطبيعي الجديد للعالم، ستوضح لنا كل من القرارات الاقتصادية للإدارات والسياسات الاقتصادية للدول أمورًا تتجاوز حدود الأرقام بكثير". مشددًا على أنه سيكون هناك تقلص في حركة التجارة الدولية، وتابع السيد "آشان" بقوله: "إلا أن ذلك يكشف لنا حيزًا لاغتنام الفرص؛ وفيما يتجه حجم التجارة العالمية نحو الانكماش، فقد تتبدى لنا الفرصة لزيادة حصتنا في التجارة الإجمالية. فالأمر يعتمد على مدى استعدادك للإنتاج بعد انقشاع الأزمة. بمعنى آخر، إذا كان بإمكانك الاستجابة بشكل فوري لإحدى الطلبيات الجديدة المقدمة إليك، فسيتيح لك ذلك أن تسبق غيرك من البلدان الأخرى بخطوة. ولذلك، فمن المهم للغاية اتباع النماذج الإنتاجية المثلى وصقلها للحفاظ على دوران عجلة الإنتاج في إدارة أزمة تفشي المرض. إنني أتوقع تسارع وتيرة الإنتاج المحلي لبعض المنتجات التي كانت تأتينا عن طريق الاستيراد. فكما كان الحال في صناعة الدفاع، فإننا سنشهد في مجال الصحة دخول المرحلة التي سيحدث فيها التوطين السريع".
"سيكون الأمر أكثر أهمية"
وأفاد السيد "آشان" بأن مجال التكنولوجيا المالية "الفينتيك" – بما يشهده من وتيرة سريعة للتقدم – سيكتسب المزيد من الأهمية، وأوضح قائلًا: "ينبغي ألا ننسى أن الاقتصاد الجديد والعولمة متلازمان. سوف تشهد اقتصادات جميع البلدان تقريبًا نسبًا هائلة من الانكماش ربع السنوي. وإذا انقشعت هذه الأزمة قبل الأوان المتوقع، فقد تعود العديد من هذه المُعلامِات إلى قيمها الأصلية. إنني على علم بأن وزير الخزانة والمالية وفريقه عاكفون على العمل على سيناريوهات مختلفة. فمن ناحية، نحن نعمل باستمرار على اتخاذ احتياطات جديدة فيما يتعلق بالمرحلة التي نمر بها، ومن ناحية أخرى، يجري العمل على قدمٍ وساق لوضع دراسات للاستعداد للخروج من هذه الأزمة". وأضاف السيد "آشان" أيضًا: "هناك أثر آخر للوباء يؤدي إلى تقليل سرعة الترتيبات الهيكلية والتي أسماها وزير الخزانة والمالية بـ" التغيير"، مما يجعل الإنتاج الصناعي أكثر استقرارًا ويقلل بشكل خاص من عجز الحساب الجاري، كما سيبطئ من سرعة التحول التي ستنتج عنه".